شاشة كاملة

بداية العام الجديد: كيف تبقى إيجابيًا وعلى المسار الصحيح طوال العام؟

العام الجديد هو وقت التجديد وفرصة لتحديد أهداف جديدة ومتابعتها. ولكن بالنسبة للكثيرين منا، فإن الطريق إلى تحقيق تلك الأهداف محفوف بالتحديات والنكسات.

فلسفة العام الجديد: كيف نبدأ العام الجديد؟

بداية العام الجديد: كيف تبقى إيجابيًا وعلى المسار الصحيح طوال العام؟ - كلتشرز بوست
بداية العام الجديد: كيف تبقى إيجابيًا وعلى المسار الصحيح طوال العام؟ 

مقدمة

يُعد بداية العام الجديد لحظة فارقة في حياتنا، فرصة للتجديد والتغيير، ونقطة انطلاق نحو تحقيق أحلامنا وطموحاتنا. إنها دعوة للبدء من جديد، واغتنام الفرص التي يقدمها لنا هذا العام الجديد. ولكن، قد يواجهنا في بداية كل عام جديد تحديات وصعوبات تعترض طريقنا نحو تحقيق ما نصبو إليه. فقد نفقد الحماس أو تثبط عزيمتنا أو ننسى ببساطة الأهداف التي وضعناها في بداية العام الجديد.

كيف نحافظ إذاً على إيجابيتنا ونبقى على المسار الصحيح طوال العام؟ كيف نُحوّل بداية العام الجديد إلى نقطة تحول حقيقية في حياتنا؟

سنتناول في هذا المقال كيفية بناء خطة عمل فعالة في بداية العام الجديد ، وفرص رصد التقدم نحو تحقيق أهدافنا، مع تسليط الضوء على البعد الفلسفي للحياة الجيدة كما تحدث عنها أفلاطون وأرسطو.

بداية العام الجديد : وضع خريطة الطريق نحو "الحياة الجيدة"

يُعرّف الفيلسوف اليوناني أرسطو "الحياة الجيدة" بأنها حالة من الرخاء والسعادة وتحقيق الذات، أو ما يُسمّى بـ "Eudaimonia". ويؤكد أرسطو على أن "الحياة الجيدة" لا تتحقق بمحض الصدفة، بل هي نتاج لسلسلة من الخيارات والأفعال المُتّسقة مع قيمنا ومبادئنا.

ولكي نخطو خطوات ثابتة نحو "الحياة الجيدة" في بداية العام الجديد، يُمكننا الاستعانة ببعض النصائح التالية:

١. تحديد الأهداف بوضوح في بداية العام الجديد :

  • حدد ما هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها في بداية العام الجديد؟ هل هي أهداف مهنية، أو شخصية، أو ثقافية؟

  • اجعل أهدافك SMART: محددة (Specific)، قابلة للقياس (Measurable)، قابلة للإنجاز (Achievable)، واقعية (Realistic)، ومحددة بإطار زمني (Time-bound).

  • قسّم الأهداف الكبيرة إلى مهام أصغر يسهل التعامل معها.

٢. وضع خطة عمل فعالة في بداية العام الجديد:

  • حدد الخطوات التي ستتخذها لتحقيق كل هدف من أهدافك.

  • حدد الموارد التي ستحتاجها (وقت، مال، أدوات، معرفة...).

  • حدد المُهل الزمنية لكل مهمة.

  • اكتب خطتك واجعلها مرئية لك باستمرار.

٣. مراقبة التقدم بانتظام في بداية العام الجديد:

  • راقب تقدمك بشكل دوري واحتفل بإنجازاتك مهما كانت صغيرة.

  • لا تتردد في إجراء التعديلات على خطتك إذا تطلب الأمر ذلك.

  • تعلّم من أخطائك وواصل المُضي قدمًا.

٤. التفكير الإيجابي والتفاؤل:

  • حافظ على نظرة إيجابية للحياة وركز على الجوانب المشرقة.

  • أحط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويحفّزونك.

  • مارس الامتنان واشكر نعم الله عليك.

٥. التعامل مع النكسات بحكمة:

  • تذكّر أن النكسات جزء طبيعي من الحياة ولا تعنى الفشل.

  • انظر إلى النكسات كفرص للتعلم والتطوّر.

  • لا تستسلم لليأس واستمر في المُضي قدمًا.

بداية العام الجديد : أهمية خطة العمل ورصد التقدم

تُعدّ خطة العمل بمثابة الخريطة التي ترشدنا نحو وجهتنا في بداية العام الجديد ، بينما يُعد رصد التقدم بوصلة تضمن لنا البقاء على المسار الصحيح.

فوائد خطة العمل في بداية العام الجديد :

  • تُساعدك على تحديد أولوياتك وتركيز جهودك على ما هو هام.

  • تُقلّل من التشتت وإضاعة الوقت.

  • تُعزّز من إنتاجيتك وتُساعدك على إنجاز المزيد في وقت أقل.

  • تُعطيك شعورًا بالسيطرة على حياتك وتُقلّل من التوتر والقلق.

فوائد رصد التقدم في بداية العام الجديد :

  • يُساعدك على تقييم أدائك وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف.

  • يُحفّزك على مواصلة المُضي قدمًا عندما ترى نتائج ملموسة.

  • يُساعدك على إجراء التعديلات اللازمة على خطتك في الوقت المناسب.

بداية العام الجديد : البعد الفلسفي "للحياة الجيدة"

لقد تناول الفلاسفة على مر التاريخ مفهوم "الحياة الجيدة" من زوايا مختلفة، ولكنّهم أجمعوا على أهمية أن يعيش الإنسان حياة ذات معنى وهدف.

١. نظرة أفلاطون للحياة الجيدة:

  • يعتقد أفلاطون أن النفس البشرية تتكوّن من ثلاثة أجزاء: العقل، والعاطفة، والرغبة.

  • ويرى أن "الحياة الجيدة" تتحقق عندما تكون هذه الأجزاء الثلاثة في حالة من التوازن والتناغم.

  • ويؤكد على أهمية العقل في توجيه حياتنا واتخاذ القرارات الصائبة.

٢. نظرة أرسطو للحياة الجيدة:

  • يرى أرسطو أن "الحياة الجيدة" تتحقق من خلال العيش وفقًا للـ "عقل" أو الـ "Logos".

  • ويؤكد على أهمية تطوير الفضائل الأخلاقية مثل الحكمة، والشجاعة، والعدل، والاعتدال.

  • ويرى أن السعادة ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي نتيجة ثانوية للعيش حياة فاضلة.

فضلًا عن ذلك، فإن تبني فضائل كالـحكمة، والشجاعة، والعدالة، وضبط النفس، أي من خلال عيش حياة فاضلة، يُمكننا من البقاء مُتحمسين على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافنا التي وضعناها في بداية العام الجديد. فسنكون أكثر قدرة على مواجهة أعباء الحياة وتحدياتها، ومستعدين لـ بدايات أي عام جديد بثقةٍ وتفاؤل. ولكن، لا يعني هذا أن الحياة ستكون خالية من العثرات، فالإخفاقات، والنديّة، وكذا الصعوبات جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية، وقد عبّر الشاعر "أبو حيان الأندلسي" عن هذه الحقيقة بقوله:


عِداتي لَهُم فَضلٌ عَليَّ وَمِنَّةٌ


فَلا أَذهبَ الرَحمنُ عَنّي الأَعاديا


همُ بَحَثوا عَن زلَّتي فَاجتَنَبتُها


وَهُم نافَسُوني فَاكتَسَبت المَعاليا

الخاتمة

تُعد بداية العام الجديد فرصة مثالية لنبدأ رحلتنا نحو "الحياة الجيدة" التي نصبو إليها. ومن خلال وضع خطة عمل فعّالة، ومراقبة تقدمنا بانتظام، والعمل على تحقيق التوازن في حياتنا، سنكون أقرب من أي وقت مضى من تحقيق أحلامنا وعيش حياة ذات معنى وهدف.

إرسال تعليق

Please dont share any sensitive or personal details here.

Cookie Consent
We serve cookies on this site to analyze traffic, remember your preferences, and optimize your experience.
Oops!
It seems there is something wrong with your internet connection. Please connect to the internet and start browsing again.
AdBlock Detected!
We have detected that you are using adblocking plugin in your browser.
The revenue we earn by the advertisements is used to manage this website, we request you to whitelist our website in your adblocking plugin.
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.