كلتشرز بوست

 حافة الهاوية 

محمد رضا هلال

بقلم: محمد رضا هلال 

تعد التغيرات المناخية واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها دول العالم مؤخرًا، لا سيما بعد ارتفاع حجم الانبعاثات الحرارية، في ظل اعتماد الدول الصناعية على الوقود الأحفوري، فضلًا عن اختلاف وتنوع المتغيرات الدولية والتي يصعب توقع الكثير منها، ولكن المؤكد في ذلك كله أن العالم يمضي في اتجاه مغاير وغير محدد الملامح، لكل ما روجت له الأدبيات السياسية؛ إذ يشهد النظام العالمي مرحلة من التوتر وإعادة تشكيل جديد لنظام عالمي متعدد الأقطاب، تقوده الولايات المتحدة والصين وروسيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، هذه الصراعات هي نتيجة قضايا لمصالح فردية سواء كانت هذه المصالح اقتصادية، اجتماعية وغيرها، إلا أن هناك بعض القضايا لا يملك أحد المصلحة فيها، بل أن ضررها قد يطول الجميع وتحتاج نظرائها إلى تعزيز التعاون بين أطراف المجتمع الدولي، لحل مثل هذه المشاكل الإنسانية ويكون هذا عن طريق توحيد الرؤى والتكامل والمشاركة في الحل، وأحد أهم هذه القضايا المطروحة علي الساحة حاليًا، ولها تأثير كبير ملموس علي جميع الاصعدة، هي قضية التغير المناخي التي حظيت باهتمام واسع على مستوي حكومات الدول، وكذلك مؤسسات المجتمع الدولي والإقليمي، لمحاولة إيجاد مخرج وحلول لأزمة المناخ على الدول، لا سيما الدول النامية.

دول تعاني من التغيرات المناخية 

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الإفريقية، مثل: إثيوبيا، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، شهدت بعض الفيضانات وموجات الجفاف التي تعد الأقوى من نوعها في الآونة الأخيرة، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة تُعد عاملًا محفزًا للنزاعات القائمة في تلك البلدان، علاوةً على ذلك، فقد أفضى نقص الموارد المائية في الكاميرون، لا سيما في أقصى شمال البلاد، إلى تصاعد وتيرة النزاعات بين الصيادين والمزارعين هناك، ونزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص داخل الكاميرون وخارجها.

آليات مواجهة التغيرات المناخية 

ولمواجهة التغيرات المناخية، تحتاج العديد من الدول وضع مجموعة من القوانين التي تحد من انتشار الانبعاثات الحرارية مع عدم الالتفات إلي المصالح الخاصة، وذلك بتقليل حجم الاعتماد على الوقود الاحفوري مصدرًا للطاقة، وكذلك العمل على وضع مجموعة من الاتفاقيات المُلزمة بين الدول لتعزيز حجم الاعتماد على الوقود الأخضر مصدرًا طبيعيًا متجددًا للطاقة، وهو الأمر الذي يزيد من التوعية الدولية ضد مخاطر التغير المناخي، لحماية البيئة الدولية من المخاطر التي تحوم حول الدول، نتيجة زيادة حجم الانبعاثات الحرارية التي تقودها الدول الصناعية.

وختامًا، تمثِّل ظاهرة التغير المناخي أحد أبرز التهديدات التي تواجه العالم في الآونة الأخيرة، لا سيَّما أن التداعيات الناجمة عن الكوارث المناخية تهدد الأمن الإنساني بأبعاده المختلفة، فلا تقتصر على مجرد تصاعد وتيرة الطقس السيئ وموجات الجفاف والتصحر وأزمات شُحّ المياه، وإنما أصبحت عواقب تغير المناخ أكثر حدة وتشابكًا؛ لارتباطها بالأمن الغذائي، والمائي، والاستقرار الاقتصادي والسياسي، والنزاعات ومواجهة الإرهاب. 

mohmedredahelal@gmail.com