النهر الصناعي المصري.. مشروع لندرة المياه والنمو الاقتصادي

يمثل مشروع النهر الصناعي المصري "الدلتا الجديدة" مبادرة رائدة من قبل الدولة المصرية لتوسيع الأراضي الزراعية، وتوفير منتجات زراعية عالية الجودة....

 واقع مشروع النهر الصناعي المصري


النهر الصناعي المصري.. مشروع لندرة المياه والنمو الاقتصادي
النهر الصناعي المصري.. مشروع لندرة المياه والنمو الاقتصادي

بقلم رامز الشيشي

مقدمة

يمثل مشروع النهر الصناعي المصري، المعروف أيضًا باسم مشروع الدلتا الجديدة، خطة طموحة لبناء نهر من صنع الإنسان Man Made River بطول 114 كيلومترا على طول طريق روض الفرج- الضبعة في الصحراء الغربية. ويتوقع لمشروع النهر الصناعي المصري، الذي تبلغ تكلفته ٦٠ مليارجنيه مصري وفقًا لسكاي نيوز، والمصري اليوم وروسيا اليوم. فالنهر الصناعي المصري يمتد على مساحة شاسعة تبلغ مليونا وخمسين ألف فدان أن يُحدث طفرة استثنائية في القطاع الزراعي المصري. فالهدف الرئيسي للنهر الصناعي المشروع كمشروع تنموي هو زيادة الأراضي الزراعية في مصر من خلال توصيل المياه وزراعة نحو 2,2 مليون فدان، فمصر تُعد أكبر مستورد للمحاصيل الاستراتيجية في العالم، وتأثر أمنها الغذائي بشدة جراء اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2023، والتي لا تزال قائمة حتى تاريخ كتابة هذه السطور.

مشروع النهر الصناعي المصري: الفرص والتحديات

من المقرر أن يُعزز مشروع النهر الصناعي المصري "الدلتا الجديدة" الأمن الغذائي ويقلل الواردات مع خلق فرص عمل وتوسيع مساحة الأراضي الزراعية في مصر، وذلك في ضوء سعي الدولة المصرية لتعويض العجز المائي وندرة المياه، وفتح السبل للنمو الاقتصادي.  

موقع النهر الصناعي المصري والفرص التي يوفرها

النهر الصناعي المصري قريب من مطارات وموانئ البلاد، مما يجعل النقل أسهل ويخلق فرص عمل أكثر. ومن المتوقع أيضًا أن يزود المواطنين بمنتجات زراعية عالية الجودة بتكاليف رخيصة وبيع الفائض في الخارج، مما يساهم في الاقتصاد القومي المصري. 

تحديات مشروع النهر الصناعي المصري

تمثل ندرة المياه، استدامة خزانات المياه الجوفية التي تعد منذ فترة طويلة قضية رئيسية في مصر، هي واحدة من مخاوف مشروع النهر الصناعي المصري الذي وصفه الرئيس السيسي بأنه أكبر مشروعًا في تاريخ الدولة المصرية. فنهر النيل يوفر 95٪ من موارد المياه المتجددة السنوية في البلاد. من ناحية أخرى، يجف نهر النيل نتيجة الاكتظاظ والجفاف وبناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، التفاعلات الهيدروبوليتيكية المُضطربة. ولذلك، يعتزم مشروع النهر الصناعي المصري "الدلتا الجديدة" استخدام مياه الصرف الزراعي في منطقة دلتا النيل، والتي سيتم نقلها إلى محطة معالجة المياه في الحمام بمحافظة مطروح.

النهر الصناعي المصري والمبادرات المائية المصرية  

على الرغم من التحديات المائية، تعمل الحكومة المصرية بلا كلل على العديد من المشاريع والمبادرات، مثل مشروع الدلتا الجديدة 2، لمعالجة أزمة المياه في مصر. وقد وافقت الحكومة على الخطة الوطنية للموارد المائية، التي تسعى إلى استثمار 50 مليار دولار في قطاع المياه بحلول عام 2037. فتهدف إلى بناء ما يقرب من 500 كيلومتر من الطرق الداخلية، وحفر آبار المياه الجوفية، وتركيب محطتين لتوليد الطاقة بسعة مجمعة تبلغ 350 ميجاوات، وإنشاء شبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلومتر متصلة بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة؛ لإنتاج ما يقدر بنحو 10 ملايين متر مكعب من المياه.

الخاتمة

يمثل مشروع النهر الصناعي المصري "الدلتا الجديدة" مبادرة رائدة من قبل الدولة المصرية لتوسيع الأراضي الزراعية، وتوفير منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار معقولة، وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية. فيطل النهر الصناعي ويتمتع بموقع استراتيجي على طول طريق روض الفرج- الضبعة، بالقرب من مراكز النقل الرئيسية، ويمتد على مساحة شاسعة ويحمل إمكانات هائلة لتعزيز الأمن الغذائي في مصر. بينما بدأ بناء النهر الصناعي المصري في أبريل 2017، لم يتم الإعلان عن تاريخ الانتهاء الدقيق. فمن الضروري أن يتصدى مشروع النهر الصناعي للتحديات التي يواجهها، بما في ذلك التكلفة الاقتصادية والإدارة المستدامة لموارد المياه الجوفية، لضمان نجاحه على المدى الطويل في تحقيق تطلعات مصر الزراعية وتأمين مستقبل مزدهر لمواطنيها. فمع هذا المشروع، ستتخذ مصر خطوات كبيرة نحو قطاع زراعي أكثر اعتمادًا على الذات واستدامة على حد السواء.

Getting Info...

إرسال تعليق

Cookie Consent
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
Oops!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت والبدء في التصفح مرة أخرى.
AdBlock Detected!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم المكون الإضافي adblocking في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نحققها من الإعلانات لإدارة هذا الموقع ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.
A+
A-