 |
| انفجار صاروخ في طابا.. وإسرائيل تنفي أي دور لها |
مقدمة
قبيل فجر يوم الجمعة الموافق 27
أكتوبر 2023، تعرضت مدينة طابا المصرية الحدودية إلى هجوم صاروخي غير معلوم مصدره،
مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص وتضرر عدة مباني. وقد أثار الحادث حالة من القلق
والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بين المواطنين المصريين. فهذا الانفجار في
طابا يأتي في ضوء التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في سياق الحرب القائمة بين وإسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، حيث عملية طوفان الأقصى، والتي قوبلت
بعملية السيوف الحديدية، وتداول الحديث عن اجتياح بري لغزة من قبل الجيش
الإسرائيلي.
طابا: مدينة سياحية واستراتيجية
تُعد طابا مدينة مصرية تقع في شمال
خليج العقبة على الحدود بين مصر وفلسطين. تبلغ مساحتها حوالي 900 كيلومتر مربع،
ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 آلاف نسمة. تشتهر طابا بجمالها الطبيعي وثرائها الأثري،
حيث تضم عدة منتجعات سياحية وفنادق فخمة، بالإضافة إلى مواقع تاريخية في طابا تمثل
إضافة ثرية وقوية للسياحة المصرية.
طابا كانت جزءا من سيناء التي احتلتها
إسرائيل في حرب 1967. وبعد الانتصار في حرب أكتوبر 1973، ومن ثم توقيع اتفاقية
كامب ديفيد عام 1978، استعادت مصر سيادتها على سيناء باستثناء طابا. فقد ادعت
إسرائيل أن طابا لم تكن جزءًا من سيناء بل من فلسطين التاريخية التي احتلتها في
حرب 1948. لذلك، دخلت مصر وإسرائيل في نزاع قضائي استمر سبع سنوات لحسم الملكيّة.
في نهاية المطاف، حكمت لجنة دولية بأن طابا تابعة لمصر، وأعادت طابا إلى السيادة المصرية عام 1989.
صاروخ طابا: من أطلقه وما هو رد إسرائيل؟
قبيل فجر الجمعة 27 أكتوبر 2023،
سُمِع دوي انفجار في مدينة طابا، مما أثار الذعر بين السكان والسياح. وبعد
التحقيق، تبين أن الانفجار ناجم عن سقوط صاروخ في منطقة سكنية بطابا، مما أدى إلى إصابة
ستة أشخاص بجروح متفاوتة، وتلفيات في عدة مباني وسيارات. وفقا للمصادر المطلعة، يُقال
إن صاروخ طابا أطلق من قطاع غزة، حيث معارك عنيفة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية
منذ ثلاثة أسابيع.
ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه
على علم بوقوع حادث أمني بالقرب من حدوده على البحر الأحمر مع مصر، لكنه وقع خارج
حدوده. وأضاف أنه يحقق في الأمر لتحديد جهة إطلاق الصاروخ على طابا. كما نفى أن يكون له أي
دور في حادث صاروخ طابا.
رد مصر حول سقوط صاروخ في طابا.. ما التداعيات؟
انفجار صاروخ في طابا لن يكون حادثًا
عابرًا، فلقد صرح مصدر سيادى مصري لقناة القاهرة الإخبارية بشكل مباشر "إنه بمجرد تحديد الجهة التي قامت بإطلاق صاروخ طابا، فإن
كل الخيارات ستكون متاحة للتعامل معها، ومصر تحتفظ لنفسها بحق الرد في التوقيت المناسب".
وفي هذا السياق، قد يكون لمثل هذا الحادث تأثيرات سلبية على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة. فمن جانب
واحد، أثار الحادث استياء شديد في الشارع المصري، حيث اعتبره بعض الكثير من رواد
شبكات التواصل الاجتماعي أن صاروخ طابا اعتداء على سيادة مصر وأمنها.
ومن جانب آخر، أثار الحادث تساؤلات
حول مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل والفلسطينيين. والفلسطينيين. فمصر
تلعب دورا رئيسيا في التوسط بين الأطراف المتنازعة، وفي تقديم المساعدات الإنسانية
للشعب الفلسطيني من خلال معبر رفح. ومع ذلك، انفجار صاروخ طابا يظهر بلا أدنى شك أن
مصر تواجه تحديات كبير في الوقت الراهن خصوصا في ظل محاولات مصر تكثيف دخول
المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ووقف إطلاق النار، ومن ثم دفع عملية السلام إلى الأمام
عبر حل الدولتين.
والجدير بالذكر، أن ذلك ليس المرة الأولى التي تشهد فيها الحدود
المصرية توترا منذ بدء التوتر القائم منذ ٧ أكتوبر، فعندما يتعلق الأمر بالأمن
القومي المصري، والسيادة المصرية ستضطر مصر إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة وحزما تجاه أي
خرق لحدودها أو أمنها.
خاتمة
انفجار صاروخ في طابا هو حادث مأساوي لا يجب أن يتكرر، فهو يهدد أمن وسلامة
المدنيين المصريين، ويزعزع استقرار المنطقة. لكنه قد يكون أيضا فرصة للحوار والتفاهم
بين مصر وإسرائيل والفلسطينيين، إذا ما استغل بحكمة وروية. فمصر تمتلك قوة ونفوذ هائل
في المنطقة. لذلك، يجب على جميع الأطراف العمل على تخفيف التوتر، والالتزام بالقانون
الدولي، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. فالسلام
هو المصلحة الأولى والأخيرة لجميع الشعوب. فالدولة المصرية
تمتلك القوة للدفاع عن أمنها القومي وسيادتها الوطنية، ولكن من المهم استخدام تلك
القوة والقدرة بعقل وحكمة.