أثر أزمة سعيد بن رحمة وجمال بلماضي على العلاقات الفردية والجماعية

في مشهد غريب في كرة القدم بين المنتخب المصري والجزائري والتي انتهت بالتعادل الإيجابي ١/١، اندلعت مشادة كلامية وجسدية بين اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة.

 

أثر أزمة سعيد بن رحمة وجمال بلماضي على العلاقات الفردية والجماعية
تعبيرية حول المشادة بين بن رحمة وجمال بلماضي

مقدمة

في مشهد غريب في كرة القدم بين المنتخب المصري والجزائري والتي انتهت بالتعادل الإيجابي ١/١، اندلعت مشادة كلامية وجسدية بين اللاعب الجزائري سعيد بن رحمة ومدربه جمال بلماضي، خلال المباراة الودية التي جمعت منتخب الجزائر بنظيره المصري في ستاد هزاع بن زايد في الإمارات، وكان سبب الخلاف رفض بن رحمة قرار استبداله في الدقيقة الـ60 من عمر المباراة، مما أثار غضب بلماضي الذي صفعه على وجهه وأمسكه من قميصه وأثارت هذه الحادثة استياء الجماهير والإعلام الرياضي، وطالب البعض باتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين في هذا التصرف غير المسؤول. فما هي خلفية هذا التوتر بين نجم وست هام يونايتد والمدير الفني للخضر؟

سعيد بن رحمة وجمال بلماضي: ما الذي أشعل شرارة الصراع بين نجم البريميرليغ ومدرب الجزائر؟

لا شك أن العلاقة بين سعيد بن رحمة وجمال بلماضي لم تكن مستقرة منذ فترة طويلة، فقد كان هناك خلافات بينهما حول موقف اللاعب من المشاركة مع المنتخب الجزائري، وعدم رضاه عن دوره في الملعب، وانتقاداته لأسلوب لعب المدرب. ولكن ما حدث في المباراة الودية بين مصر والجزائر كان نقطة الانفجار التي كشفت عن حجم التوتر بين الطرفين، رغم أن بلماضي المدير الفني للخضر صرّح بأن شد قميص بن رحمة يُعد أمرًا طبيعيًا وعاديًا.

فقد قام بلماضي باستبدال بن رحمة في الدقيقة الـ 60 من عمر المباراة، بعد أن قدم أداءً باهتًا ولم يساهم في خطورة الهجوم الجزائري. ولكن بن رحمة لم يتقبل هذا القرار بصدر رحب، وأظهر علامات الاستياء والغضب، ورفض مصافحة المدرب عند خروجه من الملعب. وهذا ما أغضب بلماضي بشدة، فقام بصفع بن رحمة على وجهه وأمسكه من قميصه، في مشهد مؤسف شوه سمعة المنتخب الجزائري.

ويبدو أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد كشفت تقارير صحفية أن بلماضي كان قد صفع بن رحمة في مناسبة سابقة، خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، عندما اشتكى اللاعب من عدم توزيع الكرات عليه. وأضافت التقارير أن هذه التصرفات تثير استغراب زملاء بن رحمة في المنتخب، الذين يرون فيه لاعبًا موهوبًا وطموحًا، ولا يفهمون سبب تعامل بلماضي معه بهذه الطريقة.

ولذلك، يتساءل الكثير من المتابعين عن مستقبل سعيد بن رحمة مع المنتخب الجزائري، وإذا ما كان سيستطيع التغلب على هذه المشكلة مع جمال بلماضي، أو سيقرر اختيار منتخب آخر للعب معه، خصوصًا أنه يحمل الجنسية الفرنسية أيضًا. وفي الوقت نفسه، يتساءل آخرون عن مدى تأثير هذا التوتر على أداء المنتخب الجزائري ككل، وإذا ما كان سيؤثر سلبًا على ترابط الفريق وروحه المعنوية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تنتظره في المنافسات القارية والعالمية.

هل يمكن لسعيد بن رحمة وجمال بلماضي تجاوز خلافهما والعودة إلى التفاهم من أجل مصلحة المنتخب الجزائري؟

إن الصراع الذي نشب بين سعيد بن رحمة وجمال بلماضي في المباراة الودية بين مصر والجزائر، ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو انعكاس لتوتر طويل الأمد بين اللاعب والمدرب، الذي يهدد استقرار المنتخب الجزائري، ويضعف فرصه في المنافسات القادمة. فقد أظهرت هذه الحادثة عدم وجود ثقة أو احترام بين بن رحمة وبلماضي، وعدم قدرتهما على التواصل أو التعاون، وعدم تقبلهما لآراء أو قرارات بعضهما البعض.

 يجب على كلا الطرفين إظهار مرونة وتسامح وحكمة، والابتعاد عن الأنانية والغرور والانفعال. فقد يكون لكل من بن رحمة وبلماضي مبرراته وأسبابه للشعور بالغضب أو المظلومية، لكن عليهم أيضًا أن يدركوا أن هذا الخلاف لا يخدم سوى مصالحهم الشخصية، ولا يعكس سوى صورة سيئة عنهم أمام الجمهور والإعلام.

ولعل أول خطوة يجب اتخاذها في سبيل حل هذه المشكلة هو إقامة حوار صادق وشفاف بين بن رحمة وبلماضي، بحضور شخصية محايدة ومحترمة، تستطيع تقديم النصح والوساطة بينهما. فقد يكون هذا الحوار فرصة لتفهم كلا الطرفين لوجهة نظر الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة أو المغالطات التي قد تكون سببًا في تأزيم الأزمة. كما قد يكون هذا الحوار فرصة للاعتذار والتقدير والثناء بين بن رحمة وبلماضي، فقد يكون كل منهما قد أخطأ في حق الآخر، وقد يكون كل منهما يستحق الاحترام والتقدير على ما قدمه للمنتخب الجزائري.

وبعد هذا الحوار، يجب أن يتبعه تعهد ملموس وملزم من كلا الطرفين بالالتزام بالأخلاق والمهنية في التعامل مع بعضهما البعض، وبالتعاون والتنسيق في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة للمنتخب الجزائري، وبالابتعاد عن أي تصرفات أو تصريحات قد تثير الفتنة أو تزيد من التوتر بينهما. كما يجب أن يتبعه ظهور ملموس وإيجابي من كلا الطرفين على أرض الملعب، بإظهار روح الفريق والتضامن والتشجيع بينهما، وبإبراز مواهبهما وإمكاناتهما في خدمة المنتخب الجزائري.

وإذا تمكن سعيد بن رحمة وجمال بلماضي من اتخاذ هذه الخطوات، فقد يكون هذا بداية لصفحة جديدة في علاقتهما، وفرصة لإصلاح ما انفطر من ثقة واحترام بينهما. وقد يكون هذا أيضًا دافعًا للمنتخب الجزائري للظهور بشكل أفضل وأقوى في المستقبل، ولإثبات قدرته على التغلب على المشكلات الداخلية، ولإسعاد جماهيره التي تحلم بالانتصارات والألقاب.

إلى أي مدى تؤثر تلك الواقعة على العلاقات الفردية والجماعية؟

إن الواقعة التي حدثت بين سعيد بن رحمة وجمال بلماضي في المباراة الودية بين مصر والجزائر، تعتبر مثالًا على صراع داخل المجموعة، الذي يحدث عندما يكون هناك تضارب بين أهداف أو مصالح أو آراء أو سلوكيات أفراد داخل نفس الفريق. وقد يكون هذا الصراع ناتجًا عن عوامل مختلفة، مثل الشخصية، أو القيم، أو التوقعات، أو التواصل، أو السلطة، أو الموارد. وقد يكون لهذا الصراع تأثيرات سلبية أو إيجابية على العلاقات الفردية والجماعية، بحسب طبيعته وشدته وطريقة التعامل معه.

من الناحية السلبية، قد يؤدي هذا الصراع إلى تدهور العلاقات بين بن رحمة وبلماضي، وبينهما وبين باقي أفراد الفريق. فقد يشعر كل منهما بالغضب، أو الإحباط، أو الإهانة، أو الظلم، أو الخوف، أو القلق. كما قد يفقد كل منهما الثقة في الآخر، والاحترام له، والتعاطف معه. كما قد ينخفض مستوى التفاهم والتنسيق والتعاون بينهما. وقد يؤثر هذا سلبًا على جودة الأداء والإنتاجية والإبداع لكل منهما على حدة، وللفريق ككل. كما قد يؤدي هذا إلى تشكيل تحالفات أو فصائل داخل الفريق، تزيد من التجزئة والانقسام والتنافس.

ومن الناحية الإيجابية، قد يؤدي هذا الصراع إلى تحسين العلاقات بين بن رحمة وبلماضي، وبينهما وبين باقي أفراد الفريق. فقد يكون هذا فرصة لإظهار المرونة والتسامح والحكمة من قِبَل كلا الطرفين. كما قد يكون هذا فرصة لتفهم كلا الطرفين لوجهة نظر الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة أو المغالطات التي قد تكون سببًا في تأزيم الأزمة. كما قد يكون هذا فرصة للاعتذار والتقدير والثناء بين بن رحمة وبلماضي، فقد يكون كل منهما قد أخطأ في حق الآخر، وقد يكون كل منهما يستحق الاحترام والتقدير على ما قدمه للفريق. وقد يؤثر هذا إيجابًا على جودة الأداء والإنتاجية والإبداع لكل منهما على حدة، وللفريق ككل. كما قد يؤدي هذا إلى تعزيز الترابط والتضامن والتعاون داخل الفريق.

الخاتمة

احتمالات متباينة

من الممكن القول أن تأثير مثل تلك الواقعة على العلاقات الفردية والجماعية يعتمد على كيفية التعامل معها. فإذا تم التعامل معها بطريقة سلبية، فقد تؤدي إلى تفاقم الصراع وتدهور العلاقات. وإذا تم التعامل معها بطريقة إيجابية، فقد تؤدي إلى حل الصراع وتحسين العلاقات بين اللاعبين في المنتخب الجزائري الذي يسعى بقوة للعودة للتويج بالبطولات الإفريقية.

Getting Info...

إرسال تعليق

Cookie Consent
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
Oops!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت والبدء في التصفح مرة أخرى.
AdBlock Detected!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم المكون الإضافي adblocking في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نحققها من الإعلانات لإدارة هذا الموقع ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.
A+
A-